طبعا نبدأ بتعريف ألانفصام هو: مرض نفسي أو أزمه نفسيه يشعر بها المريض بأنه لا يستطيع أخذ قراراته والجزم بها بمعنى أصح يكون متردد أو أنه تراه في كل دقيقه بحاله مختلفه ووضع مختلف
----------------------------------------------------------------------------------------------------
يعتبر مرض الفصام أو «الإنفصام» من بين الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب نسبة مهمة من الأشخاص، لكن الإصابة بهذا المرض تجد الأرضية المساعدة لها عند الشباب على وجه الخصوص، فاهمال فهم طبيعة العديد من التغيرات التي تطرأ على شاب خلال مرحلة المراهقة قد يؤدى إلى الإصابة بمرض الفصام.
يعد مرض الانفصام من الأمراض المستعصية على العلاج في الطب النفسي والعقلي، ويتخذ أحيانا صورا حادة أو مزمنة وتنطوي أعراضه على التفكير غير المرتبط وانعدام التجاوب العاطفي والأوهام والهلوسات، فقد يكون كلام المريض غير المنطقي في بعض الأحيان، وقد يدعي أنه رأي أشخاص يتحدثون إليه، أو أنه سمع أصواتا تناديه مع أن أحدا لم يخاطبه أبدا، ولم يتفق الباحثون على أسباب الفصام إلا أن بعضهم يرجح العوامل البيئية، ويرى آخرون أن أسبابه عضوية بينما يرى قسم منهم أنه ناشئ عن تفاعل العاملين معا، كما تحدث بعض الباحثين في السنوات الأخيرة عن فيروس يصيب الجنين في مراحل تكونه. ما هو مرض الفصام أو الإنفصام
تؤكد العديد من الدراسات الطبية أن مرض الفصام أو "الشيزوفرينيا" هو مرض نفسي يتسم في الدرجة الأولى باضطراب في التفكير، ينعكس في صورة اضطراب في السلوك، ويؤثر هذا المرض على قدرة المخ على استقبال بعض الأحاسيس والمشاعر وتفسيرها، في بعض الحالات يصبح لدى المصاب بالفصام فهم خاص للعديد من الأشياء بحيث يستقبل ما يقال إليه بطريقة جد خاصة مما يؤدي إلى صعوبة استيعابها أو فهمها. مما يؤثر على تركيز المريض في الحديث. وغالبا ما يعاني المريض بالفصام من عدم القدرة على التركيز والشعور بالإحباط والارتباك والتوتر، وبالتالي الإحساس بالإجهاد مع أقل حركة، وتعد هذه العلامات بداية الأعراض الفصامية. كما أن مرض الفصام يصيب الشباب ما بين 15 و25 سنة، ويمكن أن تمر عدة سنوات ما بين ظهور أعراض المرض وإدراك خطورته. واليوم هناك اهتمام كبير بهذا المرض خاصة والإصابة به تبدأ من مرحلة المراهقة. أعراض مرض الفصام
تتلخص أعراض مرض الفصام في فقدان المريض إحساسه بشخصيته، الإحساس بالخوف الشديد، جنوح المريض إلى العنف، الميل نحو العزلة، صعوبة في التركيز، صعوبة التأقلم مع الآخر، توتر علاقته مع محيطه «العائلي والدراسي والإجتماعي»، ميول الشاب إلى الكتمان مجموعة من الإحساسات والأفكار التي تجتاحه اعتقادا منه، أن لا أحد يستطيع فهم أحاسيسه وأفكاره. التعبير عن الذات بطريقة انفعالية و لجوء المريض إلى استعمال المخدرات والعقاقير المهلوسة، نتيجة احساسه بالخوف وعدم الراحة، لتتطور هذه الحالة، الأمر الذي يصل معه المريض إلى أقسى أنواع الإضطراب الفصامي. وفي هذا الباب يؤكد الدكتور بوشعيب الكرومي الإختصاصي في العلاج النفسي والعقلي والعصبي، أنه غالبا ما تصاحب بداية هذا المرض مجموعة من التغيرات التي تطرأ على الشاب، فمثلا تكرار الرسوب والميول إلى العزلة والإحساس بالغربة داخل البيت. وقد تؤدي هذه التغيرات إلى شعور المريض بالكآبة وبالحزن الشديد، ويلاحظ أيضا أن أكبر حالات الإنتحار تسجل عند مرضى انفصام الشخصية. أسباب مرض الفصام
حتى الآن لا توجد أسباب معروفة بصورة دقيقة لمرض الفصام، ولكن هناك عوامل كثيرة قد تكون ذات أثر في نشوء المرض منها عوامل وراثية والتي تلعب دورا مهما في نقل المرض، علما بأن المرض لا يورث وإنما الاستعداد للإصابة بالمرض هي التي تورث. وهناك أيضا عوامل عضوية مثل بعض التغييرات في تركيب الدماغ او اختلال وظائف بعض الأجزاء في الدماغ. وتوضح الدراسات الطبية أن هناك من يرجع سبب مرض الفصام إلى إمكانية وجود علاقة مضطربة ما بين الأم والرضيع، لكن العديد من الدراسات الحديثة أثبتت أن مرض الفصام ينتج عن تداخل ثلاثة عوامل: شخصية ونفسية وأجتماعية. الأسباب الشخصية: يسود اليوم اعتقاد أنها تعود لعامل الوراثة، من ثم يصبح لدى الشخص استعداد وراثي للوصول إلى هذا المرض . الأسباب النفسية: تلعب الظروف النفسية المحيطة بحياة الشخص دورا مهما في ولوج الشخص مرحلة الفصام، ومن بين هذه العوامل نجد الشعور المتكرر بالإكتئاب والتوتر والقلق المستمرين. الأسباب الإجتماعية: هنا يمكن أن ندخل كل ما يرتبط بعلاقة الشخص بمحيطه الدراسي والعائلي وبعلاقته بالآخرين الأصدقاء أو الوالدين أو باقي أفراد الأسرة. وهنا يمكن القول إن الأسباب الإجتماعية غالبا ما تكون سببا أساسيا في الإصابة بمرض الفصام، فالعلاقة المتوترة التي قد تجمع التلميذ بالدراسة والتي قد تبرز بشكل واضح في الرسوب المتكرر والغياب المتكرر من دون مبرر. كيف للآباء التنبؤ بإصابة أبنائهم بالفصام يعتبر الدكتور بوشعيب الكرومي الإختصاصي في العلاج النفسي والعقلي والعصبي للكبار والأطفال، أنه في أغلب الأحيان لا يستطيع الآباء إدارك طبيعة التغيرات التي تطرأ على أبنائهم، بحكم أن أغلب هذه التغيرات يدخلها الآباء في باب التطور الطبيعي الذي يعيشه الشاب خلال مرحلة المراهقة، ومن ثم يصعب على الآباء تحديد امكانية إصابة أبنائهم بمرض الفصام، كما أن تأخر ظهور أعراض هذا المرض من الأسباب الأساسية التي تؤجل اكتشاف هذا المرض من طرف المحيطين بالمريض. لكن يمكن أن تصبح بعض التغيرات التي تحدث في سلوك المراهق مؤشرا على مروره من بعض المشاكل النفسية. فالبنسبة لمريض بالفصام غالبا ما يعيش انفصالا شعوريا أو نفسيا بينه وبين والديه أثناء طفولته المبكرة، ومن أجل التوصل إلى صيغة للتأقلم مع العالم المحيط يكون المريض شكلا دفاعيا يتبلور مع الوقت في صورة عنيفة عادة ما يلجأ إليها المريض مع أي موقف يحس فيه بأن حياته الحقيقية أو التخييلية معرضة للخطر. كما أن الحياة كلها بالنسبة لهذا المريض معركة مستمرة بين نفسه وبين انفصاله عن الواقع الذي يعيشه، فيتملكه في النهاية إحساس داخلي بعدم أحقيته في العيش، فيحاول المريض مقاومة أحاسيسه الداخلية بالرعب من الانتقام منه والتي يعكسها في رفضه لمحيطه قبل أن يرفضه من حوله. علاج مرض الفصام
يقول الاختصاصي في العلاج النفسي والعقلي والعصبي إن الحديث عن علاج لمرض الفصام، يتطلب في البداية معرفة المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن هذا المرض ، ومنها: حالات الانهيار العصبي المتكرر، أقصى مراحل الإكتئاب، التفكير في الإنتحار وإلحاق الأذى بالنفس وبالغير. لهذا فإنه من الضروري أخذ بعين الإعتبار كل الأعراض التي تحدثنا عنها سابقا يوضح الدكتور بوشعيب كرومي، من أجل ولوج مرحلة العلاج في المراحل المبكرة للمرض، وإلى حدود اليوم هناك بعض التدابير العلاجية التي تساعد على الحد من تطور هذه الأعراض. كما أن جلسات التتبع النفسية تساعد بشكل كبير على إعادة إندماج الفرد داخل محيطه. واليوم أصبح علاج مرض الفصام يرتكز على النقاط التالية :
العلاج الدوائي: هناك عدة أدوية تساعد على علاج مرض الفصام والتي أثبت مفعولها، كما أن أعراضها الجانبية قليلة، ومن جانب آخر تحافظ على القدرات الذهنية للمريض.
العلاج النفسي: يمنح المريض فرصة التعرف على مرضه، خصائصه وأعراضه أو أيضا التدابير التي تساعد على تجنب تفاقم المرض. وفي الأخير يمكن القول إن محيط المريض يلعب دورا أساسيا في إعادة أندماج المريض وفي تخلصه من أعراض الفصام، كما أن هذا الأمر يساعد على التعامل مع المريض بشكل لا يقلل من قدرته الذكائية والعقلية. كما أنه من المهم أن تكون العلاقة التي تربط الآباء مع أبنائهم مبنية على التواصل والحوار والتتبع والمصاحبة. مرض الفصام بالمغرب
تشير وثائق خاصة بجمعية «الأمنية» لإنصاف مرضى انفصام الشخصية وأسرهم، على أن هذا المرض يصيب 1 % من السكان، وهي نسبة كبيرة تبقى أغلبيتها بدون رعاية وبدون أدنى اهتمام خارج مراكز الاستشفاء التي على المريض مغادرتها في أقل مدة ممكنة ليفسح المجال للآخرين، وتوضح نفس الوثائق أنه ليست هناك مؤسسات أو مراكز تساعد هؤلاء المرضى وأسرهم على التكيف مع هذا المرض، فتبقى هذه الفئة من المجتمع مصابة بحيف وإقصاء قاس تنتج عنه مجموعة من المآسي اجتماعية ومعاناة نفسية وجسدية للمريض ولأسرته، يزيد من تعقيدها عنف ورفض المريض الذهاب إلى الطبيب. وتسعى جمعية «الأمنية» إلى إحداث مراكز للإصغاء لأسر المرضى التي تبقى أمام هذا المرض عاجزة عن إيجاد حلول لهذا المشكل، والعمل على جعل المصابين بمرض انفصام الشخصية تشملهم الرعاية الطبية، حيث يلاحظ انطلاقا من إحصائيات وزارة الصحة لسنة 2001 أن الفحص الطبي المسجل في القطاع العام لم يشمل سوى 1 % من المرضى انفصام الشخصية، وهو ما يفيد حسب الجمعية أن أغلبية المرضى غير خاضعين للتتبع الطبي
أتمنى لكم اكتساب المعرفة والفائدة
اخوكم
جيكرو