رقعة الدماء
كانت تقف وسط القاعة الكبيرة والدماء تحيط بها من كل جانب،وفجأة استيقظت من حلمها، علا صوت صراخها،لقد كان صوتاً مدوياً أيقظ كل من في المنزل، لكن أحداً لم يكن في المنزل،هذا ما اعتقدته هي.
نعم،لقد كان هذا المنزل في منطقة نائية- بناءً على طلبها- فلقد كانت تعاني في الآونة الأخيرة من ضغوطات العمل، وقد فعلت صديقتها ذلك أيضاً.
استيقظت مرعوبة،والتقطت كوب الماء الذي كان بجوار السرير، وأخذت تشرب وهي تمسك بالكأس بكلتا يديها، خوفاً ًمن أن يسقط الكأس منها.نهضت من سريرها، ثم فكرت ربما لأني في مكان مهجور؟ ربما هذه مخاوفي! التفتت إلى سريرها، ثم عدلت عن رأيها، وارتدت معطفها وخرجت من المنزل، انطلقت بسيارتها وأخذت تسابق الريح في الوصول إلى بيت صديقتها البعيد، لقد كان بعيداً، لكنه أقرب ما تستطيع الوصول إليه،السيارة تطير وتهبط، لقد كانت الطريق وعرة، لكن السيارة كانت جيب.
بدأ الفجر بالبزوغ، وأخيراً وصلت إلى بيت صديقتها، أطفأت السيارة ونزلت منها.يا ترى ماذا ستقول لصديقتها عن هذه الزيارة المفاجئة؟ وفي هذا الوقت؟ هل تشعر صديقتها بالوحدة والخوف أيضاً؟ربما كان عليهما أن تستأجرا بيتاً واحداً.
تقدمت بخطىً مترددة نحو الباب، تكرر المشهد أمامها، فدفعت الباب دون وعي،حتى أنها نسيت أن تقرع الجرس، لم يكن المكان واضحاً ، لكن النور كان يتسلل من النوافذ، تصلبت مكانها لتجد نفسها وسط رقعة من الدماء ،نعم، كما في الحلم، لمحت شيءً يتحرك على الدرج أمامها ، نظرت إليه نظرةًً ثاقبة من خلل الظلام المحيط به، لم تكن ملامح الشخص واضحة ،بل إنها تشك في كونه إنساناً، بدأ الجسم بالاقتراب، نزل الدرج ،وهي متصلبة مكانها،لا حراك لا كلام، لم يكن يتحرك إلا شعرها الذي كانت تداعبه نسمات الهواء العابرة من الباب خلفها والذي لا يبعد عنها سوى خطوات.
صدر صوت من ذاك الشخص: ما بك هل فاجأتك؟ لقد كنت أنوي دعوتك للسهر الليلة الماضية، لكني أجلتها للغد، وقد أعددت ذلك لإخافتك. لكنها لم تستوعب ما يحدث حولها، وقبل أن تتم صديقتها كلامها، سقطت على الأرض وقد أغمي عليها من الدهشة، لم تكن دهشة بل كانت صدمة.