بقلم الشيخ: طلال الفهد
بسم الله الرحمن الرحيم
«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»
صدق الله العظيم
لا أدري من اين أبدأ.. لكنها ارادة الله جلّت قدرته.. فقد فجعت الكويت والعالمان العربي والاسلامي بوفاة المغفور له، بإذن الله تعالى، الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بعدما افنى حياته في خدمة وطنه وشعبه وترك بصمة لا تمحى على صفحات تاريخ هذا الوطن.
لقد كان سعد العبدالله أعز الرجال.. وأخلص الرجال.. وأشجع الرجال.. احب الكويت وشعبها فبادلوه حبا بحب.. عمل من اجلها عشرات السنين.. لم يمل.. ولم يكل.. بل كان يزداد عطاء كل يوم.. اسهم بدور بارز في تطويرها ونمائها.. وكان رجل دولة من طراز فريد.
وحينما زادت المحن على هذا الوطن.. ظهرت امكانات هذا الرجل الكبير الذي لعب دورا متميزا خلال فترة الاحتلال العراقي لكويتنا الحبيبة.. لم يهدأ لحظة واحدة، كان شعلة من النشاط والعطاء.. ولم يهدأ له بال حتى عادت الكويت حرة ابية.. كما اراد لها دائما ان تكون.. وكما عمل لذلك.
ان الكويت وهي تبكي سعد العبدالله اليوم.. تتذكر بالعرفان مواقف هذا الرجل الذي صمد على الحق وأصر عليه ودافع عنه وكان دائما مثالا رائعا لرجل الدولة والقائد والشجاع.. والمحب للكويت وشعبها.
وكرياضيين نتذكر دائما مواقف الامير الوالد معنا وحرصه علينا كشريحة مهمة من نسيج هذا الوطن الغالي، فكان ملاذنا في الكثير من المشاكل والهموم التي واجهتنا، وكان حريصا على شباب الكويت حرصه على اهلها وكان يسعى دائما الى كل ما فيه خير الشباب والرياضة.. وقد كان، رحمه الله، متابعا جيدا للرياضة وانجازاتها منذ الستينات، وترجم حرصه واهتمامه في كثير من المواقف الداعمة للشباب المخلص لوطنه.
لقد فقدنا برحيل سعد العبدالله ابا حنونا وقائدا كبيرا ومثلا يحتذى وقدوة حسنة، وعزاؤنا ان هذا الراحل الكبير ترك لنا ارثا تاريخيا ومواقف انسانية تميزت بالشموخ، ومنبعا من القيم الذي سنظل ننهل منه سنوات طويلة.. كي يظل اسم الكويت عاليا.. وعلمها خفاقا في كل المحافل.
لقد احب سعد العبدالله الكويت.. فأحبته.. وعمل من اجل شعبها فأحبه هذا الشعب.. وكان في كل مواقفه مدافعا عن وطنه فخلده هذا الوطن.
اللهم ارحم سعد العبدالله رحمة واسعة.. واجزه عنا وعما قدمه لنا ولوطننا خير الجزاء.. واحفظ بلادنا تحت ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح.. وكل الرجال الاوفياء في هذا الوطن الغالي.
نقلا عن جريدة القبس الكويتية.